الشيخ أحمد أبو المعالي بسيسو الكيالي

الشيخ أحمد أبو المعالي بن الحاج أحمــد بسيسو الكيالي

 

هو الامام العالم العلامة، والحبر البحر الفهامة، تاج العلماء المحققين ، وسراج الفضلاء المدققين ، نادرة الزمان ، و حامل لواء العرفان ابن الحاج أحمد بن شعبان بن سالم الخاني بن يوسف بن أحمد بن سعيد الكيالي - أول من لقب بـ بسيسو -وهو شيخ العلماء والطرق الصوفية بفلسطين منذ النصف الثاني منذ القرن الثالث عشر

ولد بمحلة الشجاعية بغزة 1240 هجرية ونشأ وتربي في حجر والده، حفظ القرآن وأخذ في طلب العلم وتحصيله بمدينة غزة على يد أكابر علماء العصر 1255 هجرية

انتقل الى الجامع الازهر 1261 هجرية واشتغل بتحصيل انواع العلوم على يد أجلاء العلماء المحققين وكبراء الفضلاء المدققين لمدة عشر سنين، ثم درٌس بالجامع الأزهر وانتفع بعلمه كثير من العلماء

 

شهاداته وإجازاته

حصل الشيخ أحمد على إجازة مشايخه الأعلام بالإجازات الحافلة والأسانيد العالية بخطوطهم والممهورة بأختامهم عند عودته لغزة 1271 هجرية

بنى غرفة بمسجد السيدة رقية في الشجاعية بغزة وعكف فيها على الاشتغال بالعلم الشريف تدريسا وتصنيفا وإفتاءً، وصرف معظم أوقاته في كتب التفسير والحديث والفقه والتصوف وبذل جهده في نشر العلم ونفع العباد وإرشاد التلامذة و المريدين

 

أخد الطرق الصوفية عن العلامة الشيخ محمد القاوقجي الطرابلسي والمرشد الصالح الشيخ احمد السلاوي المغربي ولبس بمصر خرقه الصوفية

أجازه مشايخه بالإرشاد في سائر البلاد وقد انتفع به كثير من الخواص والعوام وتخرج على يديه كثير من الفضلاء والعلماء و منهم العلامة الشيخ عبد الوهاب العلمي وإخوته الشيخ حسين والشيخ خليل والشيخ أنس والشيخ عطاء الله مراد والشيخ محمد فاخرة والشيخ سعدي بالي والشيخ عبد المطلب الشوا وولده الشيخ عمر وابن اخيه الشيخ سليم بسيسو مفتي بئر السبع وحفيده الشيخ طاهر بسيسو

 

التفت لخدمة الطرق الصوفية ونشرها وجعل له في كل عام سياحتين الوادي بالمقدس وربي المريدين وأقام الخلفاء والنقباء حيث بلغ عدد مريديه ما ينوف عن عشرين ألفا

آلت اليه رئاسة العلماء بمدينة غزة بالاستحقاق، وصار المقدم بالاتفاق

 

وظهر له تصانيف جميلة وتألف جليلة منها

حاشية على شرح القطر لابن هشام – طبعت بمطبعة الأزهر

حاشية على شرح ألغاز ابن هشام

حاشية على شرحه مزيل الخفاء والغموص عن مهمات علم العروض

شرح العقيدة الاسلامية

شرح مولد البرزنجي النظم. منهاج الحق فيما يتعلق بمولود وأباء سيد الخلق

شرح الفيض المستنير على مولد طه البشير النذير

شرح وظيفة النفحات الندية – طبعت بمصر

رسالة المقاصد الحميدة فيما يتعلق بنصر السادة الصوفية

شرح المنظومة العلامة الشيخ الدجاني مفتي يافا – فيما يتعلق بتحويل المريد

مختصر ديوان خطب السقا – خطيب جامع الازهر

الفتاوي الأحمدية المواهب الرحمانية الأحمدية التي جمع فيها ما وقع له من الحوادث وأجاب عنه

ديوان شعر

تاريخ كشف النقاب في سكان غزة وما حواليها من الأعراب

 

كما أنه ترك رسائل شتى وسفن ومجاميع بخط يده لا تحصى

 

وظائفه

باشر أول عمله الرسمي في المحكمة الشرعية

1296 هجرية آلت اليه وظيفة الامامة والخطابة والتدريس بجامع شهاب الدين أحمد بن عثمان – في الشجاعية غزة

1315 هجرية ألت اليه رئاسة مجلس المعارف بفلسطين واستقال منها بعد خمس سنين. وقال في ذلك إن المعـــــارف لا تكون معارفا حتى تصان عن التدخل والطمع وكذا مراعاة الخــواطر انها أدهي مصـابا للمناحس قد جمع ورئاسة الأولاد انحس ما يــرى بئس الرئيس وبئس من فيه شرع

رفض عرضا لرئاسة مجلس الأوقاف.

 

أخلاقه وأعماله

كان رحمه الله متصفا بالزهد والقناعة والحلم والتواضع ولين الجانب ورقة القلب وصفائه وطهارته من الحقد والغل والحسد والنفاق والرياء ، حلو المؤانسة ، لطيف المحادثة ، لا يمل جليسه منه ، كامل الفطنة ، وافر المحافظة ، قوي الذاكرة ، كثير الفوائد ، جامع الفرائد ، طويل الباعة ، واسع الاطلاع ، واقفا على الدقائق، متضلعا من الحقائق ، ممارسا للغرائب و المهمات ، كاشفا لدقائق المعضلات و المشكلات ، حسن التقرير ، سلس القلم و التحرير ، وتصانيفه تشهد له بتقدمه في كل علم ، قد جمع بين الشريعة والحقيقة وأنار فيها هديه وطريقه وكان عنده غيرة على الدين شديد التحامل والانكار على من يخالف الشريعة المطهرة واعتقاد السلف ، أو ينشر البدع او يشذ عن الاجماع

 

كان ينهي الدراويش عن ضرب السلاح وأكل الشوك وغير ذلك من المنكرات

حج بيت الله الحرام أربع مرات وتزوج بجملة نساء

أجاز الامام الشيخ عثمان الطباع مؤلف اتحاف الاعزة في تاريخ غزة ببعض ما أجيز به بعد أن لازمه نحو سبع سنين

توفي ليله ثلاثاء الموافق 18 جمادي الأولى 1329 هجرية وكان أخر كلامه من الدنيا رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا

شيعت جنازته الى تربة التفليس ودفن في الموضع الذي اختاره لنفسه بجانب مزار الشيخ أبي الكاس