البيت الكيالي
الأستاذ الطبيب الجراح حسن فوزي الكيالي
ولد عام 1945 في كفرتخاريم لعائلة مثقفة، حيث شغل والده المحامي فوزي منصب وزير الثقافة، ما هيأ له الأرضية المناسبة لمتابعة تحصيله العلمي وتفوقه الدراسي
تقدم لامتحان الشهادة الثانوية الفرع العلمي في دمشق عام 1963 واجتازه بتفوق، ورغب بداية بدراسة اختصاص الهندسة وعزز طموحه نجاحه في المفاضلة التي أعلنت عنها السفارة الفرنسية في دمشق لتقديم منح دراسة هندسة الكمبيوتر، لكنه اصطدم برفض والده الذي فضل بقاءه إلى جانبه وجانب جده المريض
تغيرت مسيرته العلمية وشرع في دراسة الطب في كلية الطب بجامعة دمشق ، وتابع سنوات دراسته الست بنجاح وتميز ووصف سنوات دراسته قائلا : في كل عام من أعوام دراستي الطبية كنت أحد الطلاب الأوائل في الكلية، وكنت دوماً أنال لقاء ذلك مكافأة مالية مقدارها ألف ليرة كانت كافية لمصاريفي الدراسية، وبعد تخرجي درست اختصاص طب الأطفال لمدة عامين، وفي عام 1970 تقدمت لاختبارات الالتحاق ببعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، ونجحت فيها بتفوق وتم قبولي وسافرت مباشرة لمدينة شيكاغو، حيث التحقت بدراسة اختصاص داخلية لمدة أربعة أشهر، وخلال تلك الفترة حضرت مؤتمراً كان الخلاف فيه حول استخدام الكورتيزون لأحد الأمراض، ففكرت حينها أن الجراحة حلولها أسرع وأنجع وتناسبني أكثر وبدأت دراسة الاختصاص في جامعة "سانت فرنسيس" وانتقلت بعدها إلى "ديترويت" في "ميشيغان" لإكمال دراسة اختصاص "الجراحة العامة" لمدة خمس سنوات، ثم تابعت في ولاية "بنسلفانيا" دراسة جراحة الكولونات كان ذلك في عام 1976، وحصلت على شهادة البورد الأمريكي بالجراحة العامة، وعملت بعدها ولمدة عامين بمشفى "ديترويت" لاكتساب الخبرة ولتحسين وضعي المادي، ونجحت خلال ذلك في اختبارات الحصول على البورد الكندي وبقيت في "أمريكا" حتى عام 1978، وكانت تلك آخر خطواتي في المغترب، واتبعتها باتخاذ القرار الهام والحاسم وهو العودة إلى الوطن منطلقاً من حنيني وحبي وعشقي لأهلي وبلدي لتقديم المساعدة والخدمات الطبية للمرضى
فور عودته التحق الطبيب حسن الكيالي بالعمل في مشفى "حلب الجامعي" وتسلم رئاسة قسم الجراحة، وتم تكليفه بتدريس المادة بالكلية أيضاً، وكان حريصاً كل الحرص على الابتعاد عن استلام أي مهام إدارية لكيلا ينشغل عن مهامه العلمية والتي اعتبرها هي الأساس بالرغم من كل المغريات التي عرضت عليه، وكان شعاره أنا جراح ومهنتي علمية وفي غرفة العمليات حصراً وليست خلف المكاتب والهواتف والمناسبات والرسميات، واتبعها برفض كل مغريات السفر التي عرضت عليه وهي كثيرة للعمل خارج حدود الوطن