البيت الكيالي
ولد القاضي صالح يوسف أحمد بسيسو – أبو الوليد - في مدينة غزة هاشم عام 1889م، مع دخول الأمة العربية في عنق الزجاجة، بسبب الأطماع الغربية الاستعمارية، وضعف الدولة العثمانية، مما فتح المجال أمام القوى الاستعمارية الغربية للهيمنة على البلاد العربية والتمهيد للمشروع الصهيوني في فلسطين
نشأ صالح بسيسو في كنف والده الذي كان تاجراً معروفاً وخبيراً بالأراضي الزراعية، وقد أفاد من خبرة والده بالحياة وتمكن من خلال تجارته أن يعرف كثيرا من أخبار البلاد العربية، وتعلق بالأرض والزراعة عن طريق والده، لذا كرس حياته القادمة ذوداً عن الأرض العربية ومطالبة بحقوق الأمة العربية، وكانت غزة مدينة ناشطة، وحلقة وصل بين بلاد الشام ومصر عبر التاريخ، وقد وضعها موقعها الاستراتيجي في بؤرة الأحداث الساخنة
درس صالح بسيسو في مدارس مدينة غزة المرحلتين الابتدائية والثانوية، وكان من بين الطلبة الذين تميزوا بحدة الذكاء والسرعة في العلم والتفوق الدراسي، وكان دوماً محط إعجاب مدرسيه، وهذا شجعه كما حمس ذويه لدعم مشروعه في مواصلة التحصيل وإكمال دراسته الجامعية، رغم صعوبة الأوضاع السياسية والمعيشية، وعدم توفر معاهد وجامعات في المنطقة القريبة في تلك الفترة، فأضطر في عام 1907 إلى التوجه إلى عاصمة الدولة العثمانية، حيث التحق هناك بكلية الحقوق في جامعة اسطنبول، وكانت الحياة في عاصمة الدولة مختلفة تماماً، فهي مركز ثقافي عالمي مهم
خاض صالح بسيسو غمار القومية العربية، وتميز بنشاطات سياسية واضحة لصالح القضية العربية، فقد كان أحد مؤسسي الجمعية العربية الفتاة، التي أسسها الشباب العرب في اسطنبول أواخر العهد العثماني، وكان لها فروع في الحواضر العربية، والتي هدفت إلى الدفاع عن الهوية العربية في وجه محاولات الطمس العنصرية، والمطالبة بحقوق العرب في الحرية وتقرير المصير
حصل صالح بسيسو على بكالوريوس الحقوق من جامعة اسطنبول عام 1911، وكان بذلك من جيل الرواد في هذا التخصص، وبعد تخرجه عيّن في بداية عام 1912 عضواً في محكمة مدينة حماة، ومن ثم نقل إلى محكمة مدينة حمص التي خدم فيها فترة من الزمن، قبل أن ينقل ليصبح عضواً في محكمة مدينة صور اللبنانية لعام 1918، وتمكن خلال هذه الفترة من تحصيل خبرة عملية كبيرة في مجال القانون والقضاء المدني، ولاحقا عمل رئيسا لمحكمة السويداء في جنوب سوريا بمنطقة جبل الدروز – جبل العرب -، ومن ثم أصبح رئيساً لمحكمة عجلون
في العهد الفيصلي عين صالح بسيسو مدعياً عاماً لمحكمة استئناف عمان وذلك بين الفترة 1919 و1928، ثم عين رئيساً لمحكمة استئناف عمان العليا حتى 6/8/1939، وأخذ موقعه يترسخ أكثر في القضاء الأردني، فقد تميز بعلمه العميق وتجربته الكبيرة وتحريه للعدل، والتريث في إصدار الأحكام، وقد أهله عمله هذا في فترة مبكرة من عمر الدولة الأردنية الحديثة، لتسلم أرفع المناصب الإدارية والسياسية
في عام 1939 عين القاضي صالح بسيسو مديراً للعدلية – العدل – بما يوازي أمين عام في أيامنا هذه، وقد استمر في هذا المنصب حتى تاريخ 1946، , كانت له جهود تأسيسية في وزارة العدل، وقد كانت هذه الجهود محل التقدير على أعلى مستوى، حتى عين نيسان1946 وزيراً للعدل – العدلية – وحمل أمانة مسؤولية هذا المنصب، حتى سنة1947، ويعد من أبرز وزراء العدل الأردنيين في تلك الفترة، حيث أحيل على التقاعد بعدها بعام تقريباً
اختير صالح بسيسو عضواً في مجلس الأعيان الأردني خلال الفترة من عام1951 حتى عام1959
خدم الوطن عضواً في مجلس الأعيان خلال ثلاث دورات متتالية، وقد تميز خلال حياته بالعطاء المتميز والإخلاص الكبير، ونال بفضل ذلك حب الناس وتقديرهم
توفي يوم 24 شباط 1974 في مدينة عمان