البيت الكيالي
هو ابن المرحوم الشيخ حسن منلا الكيالي المفتي السابق لمحافظة إدلب، ابن العلامة المحدث الفقيه الأصولي اللغوي الأديب المتكلم النظار المعروف الشيخ محمد طاهر منلا الكيالي نقيب الأشراف في إدلب ورئيس علمائها، ابن عبد القادر
بن محمد المنلا دفين الشام ت(1270 هـ)
نشأته ودراسته
ولد في مدينة إدلب سنة 1924م، وترعرع في كنف والده الشيخ حسن، وجده الشيخ محمد طاهر في بيت علم وفضيلة وأدب وشرع، فنهلتْ روحه باكراً من هذه الينابيع، ووجد نفسه على مقربة من الدين في كل وقت، فالرجلان: الأب والجد لم يكن الدين عندهما باباً للارتزاق، لكنه كان عماد حياتهما، وفلكاً نورانياً يدوران فيه
بدأ المرحوم محمد ثابت حياته العلمية بالاطلاع على مصدرين عظيمين غنيين هما: القرآن الكريم والحديث الشريف، وزاده تعلقاً بهما براعة جده محمد طاهر في شرح الآيات والأحاديث إذ كان يتناول النصوص في ثلاثة أطر: الشرح اللغوي، ثم الإطار التشريعي، ثم الفضاء الروحي بما له من ظلال أثيرية وأبعاد مدهشة تسحر الألباب، فيشعر جلساؤه وكأنه يرتفع بهم في سبع طباق
انصرف الشيخ محمد ثابت إلى عالم المطالعة في سن مبكرة إضافة إلى أداء واجباته المدرسية، وقد انتسب في عام 1942م إلى الثانوية الشرعية (الخسروية) بحلب، وتخرج منها سنة 1947م، وكان مديرها يومئذ المرحوم نعمان سخيطة
في عام 1949م عُيِّن معلماً في اللاذقية، وانتسب إلى كلية الحقوق بدمشق، وحصل منها على الإجازة في سنة 1953م
نشاطه الديني العلمي والمناصب التي شغلها
كان الشيخ محمد ثابت في شبابه موفور النشاط طموحاً رغم هدوئه الشديد، وميله إلى قلة الكلام، وكان له نشاط متنوع في مجال الدين والعلم والدنيا، وأنشطته كلها تصب في هدف واحد هو رعاية الفضائل والرقي بالنفوس إلى أفق الحق والخير، وقد رأى المرحوم أن هذا الهدف لا سبيل إليه إلا بالعلم وتنوير العقول، ومن المحطات البارزة في حياته
حصل في عام 1953م على ترخيص بافتتاح إعدادية وثانوية للبنات بسوق الصاغة بإدلب، وأصبح في الوقت نفسه مدرساً (بالساعات) في ثانوية المتنبي بإدلب حتى تاريخ 1955م
في عام 1955م نقل ترخيص الإعدادية إلى ناحية كفر تخاريم، وبقيتْ مفتوحة إلى سنة 1957م
استطاع في العام 1957م نقل ترخيص الإعدادية إلى مدينة حلب باسم ثانوية الكواكبي، وموقعها يومئذ أمام مشفى (فريشو) بدار تعود إلى بيت المدرس، واستمر العمل فيها حتى سنة 1959م
في عام 1959م انتسب إلى نقابة المحامين بإدلب وأصبح محامياً
في عام 1961م اختارته إدارة قضايا الدولة ليكون محامياً مندوباً لها، ومن بعد مستشاراً قانونياً، وأخيراً أصبح مديراً لها
حتى سنة 1981م
أسهم في تأسيس الثانوية الشرعية في إدلب، وأصبح مديراً لها ومشرفاً عليها لسنوات عديدة
إضافة إلى ما تقدم كان المذكور خطيباً في عدد من جوامع إدلب: الأقرعي والحمصي والروضة لمدة خمسة وعشرين عاماً
في عام 1981م بالاتفاق بين وزارتي العدل والأوقاف تمَّ ندب المرحوم محمد ثابت إلى دائرة الإفتاء والتدريس الديني بإدلب، وفي عام 1983م صدر قرار من وزارة الأوقاف بأن يكون الندب نقلاً نهائياً، وهكذا أصبح الأستاذ محمد ثابت مفتياً رسمياً لمحافظة إدلب، وظل يشغل هذه المسؤولية الكبيرة حتى توفاه الله تعالى في:24/رمضان/1429 الموافق 24/9/2008م تغمده الله بواسع الرحمة